مواكبة هيئات المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بإقليم طاطا

استمرارا في العمل على تفعيل أدوار هذه الهيئات وتمكنها من القيام بأدوارها الاستشارية داخل الجماعات، في ظل ضرورة تيسير تملكها للمعرفة القانونية المؤطرة لأدوارها واختصاصاتها ووظائفها وعلاقتها بباقي الفاعلين الترابيين، نظمت مجموعة من الورشات التكوينية من أجل تعزيز فهم أعضاء الهيئات للإطارات القانونية المنظمة لها، ومن فهم اختصاصاتها ومهامها وآليات اشتغالها وإعداد خطة عملها، ومن تقنيات صياغة وتقديم الآراء الاستشارية، وذلك في سياق تفعيل الشراكة التي تجمع بين جمعية شباب تمدولت للثقافة والتنمية ومنظمة التعاون البلجيكي (Enabel) لتنزيل “مشروع تضافر: برنامج دعم المشاركة المواطنة”، لاسيما في شقه المتعلق بدعم ومواكبة وتأهيل منتخبات ومنتخبي وأعضاء هيئات المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع وفعاليات المجتمع المدني على مستوى أربع (04) جماعات تابعة لإقليم طاطا، وهي قصبة سيدي عبد الله بن مبارك وأديس وأم الكردان وتكزميرت، استفاذ منها حوالي 62 مشاركا من أعضاء وعضوات الهيئات الاستشارية وممثلي فعاليات المجتمع المدني في الجماعات الست المستهدفة، شكل منها العنصر النسوي نسبة 27.4 بالمائة. وقد تميزت الورشات التدريبية بتنوع المشاركات والمشاركين الحاضرين خلال الورشة، إذ ساهم حضور عدد من أعضاء المجالس وبعض الأطر العاملة في الجماعات إضافة إلى حضور بعض أعضاء الفضاء التشاوري في الجماعات التي أُحدث لديها، مما ساهم بشكل كبير في إنجاح الورشات التدريبية لما شكله من فرصة لخلق جسور التواصل وتجديده بين المنتخبين وأعضاء الجماعة وأعضاء هيئات المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع والفضاء التشاوري في الوقت الذي كان هذا التواصل مع هؤلاء الفاعلين محتشما في ظل ضعف فهم أدوار كل فاعل ومهامه الرئيسية، وخلق نقاشات متنوعة حول قضايا ومشاكل عمومية على المستوى المحلي.

عرفت الورشات التدريبية من حيث المحتوى؛ مستوى نظري لتمكين المشاركين من الآليات القانونية والعملية لاشتغال الهيئات الاستشارية ومستوى تطبيقي للاشتغال على صياغة الآراء الاستشارية بشكل جماعي  والاشتغال كذلك على صياغة مسودة برنامج عمل هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع كآلية من آليات اشتغالها، وذلك عبر أربعة محاور رئيسية؛ كان الأول حول الإطار القانوني المنظم للتشاور العمومي لاسيما على مستوى مضمون الدستور والقانون التنظيمي رقم 113.14، ثم تناول المحور الأول هيئات التشاور العمومي على مستوى الجماعات من حيث الاختصاص والأدوار والتشكيل والهيكلة، أما المحور الرابع فقد تم تسليط الضوء أساسا على برنامج عمل الهيئة كآلية من آليات اشتغال هيئات المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع من خلال تقنيات إعداده بلورته، وطريقة تنفيذه وتقييمه، في نفس الاتجاه ركز المحور الأخير على تقنيات صياغة الآراء الاستشارية كآلية أساسية ومحورية في عمل الهيئات الاستشارية حيث تم التعرف على تعريف الرأي الاستشاري وطريقة صياغته ومسطرة إيداعه وأخيرا عملية تقييمه.

عرفت الورشات التدريبية من جهة؛ نقاشا جادا وتفاعلا إيجابيا بين المشاركين حول الأهمية التي تناط لهذه الهيئات من زاوية التعاون حول حل القضايا والمشاكل الاجتماعية على المستوى المحلي من خلال قوة اقتراحية تحمل حلولا للمشاكل المطروحة، لكن ذلك لا يمكن تحقيقه دون التنظيم الداخلي الجيد للهيئة وتفعيل أدوارها ووعيها بمهامها الاستشارية خاصة في ظل التحديات التي تعرفها هذه الهيئات، ومن جهة أخرى شملت الورشة جانبا نظريا وآخر تطبيقيا توج بصياغة (07) سبعة آراء استشارية في مواضيع متنوعة حسب القضايا المطروحة في النقاش العمومي على مستوى كل جماعة من الجماعات المستفيدة.

لقد شكلت هذه الورشات التكوينية فرصة هامة لتعزيز قدرات هيئات المساواة وتكافؤ الفرص بإقليم طاطا وتمكينها من القيام بدورها الاستشاري بفعالية. وبالرغم من مجموعة من التحديات، فقد حققت الورشات نتائج إيجابية وساهمت في تعزيز وعي أعضاء وعضوات الهيئات الاستشارية بأدوارها الأساسية وأهمية تعزيز الديمقراطية التشاركية على المستوى المحلي.